مقابلة مع ناديا أبو يحيى-لوتن

ناديا لوتن، مدرسة الزراعة الأصيلة permaculture  تشرح كيف أنه يمكن للزراعة الأصيلة أن تكون حلاً ناجعاًً لمشاكل المنطقة

تقول ناديا: “بدت الزراعة الأصيلة منطقية جداً بالنسبة لي، كما أنها تنسجم مع مبادئي كمسلمة”. الجملة الأولى من كلام ناديا تبدو مألوفة تماماً، على عكس ربطها بين الزراعة الأصيلة والإسلام.

تعرف الزراعة الأًصيلة على أنها تصميم وصيانة أنظمة زراعة منتجة تتمتع بالتنوع والاستقرار والقدرة على التكيف الذي تتمتع به الأنظمة الطبيعية، وهي تنظر إلى فكرة الإنتاج الزراعي ضمن إطار شامل يسعى نحو الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي. يرى البعض أن الزراعة الأصيلة غالباً ما تمارس من قبل غربيين ملحدين وبالتالي قد يستغربون دعمها من قبل ناديا، السيدة الأردنية المسلمة. وهنا تتحدث ناديا حول أهمية الزراعة الأصيلة في الشرق الأوسط ودور الإسلام في تخطي هذه الحواجز.

في أيلول 2011 استضافت الأردن على مدى أسبوع المؤتمر الدولي العاشر للزراعة الأصيلة. قامت ناديا مع زوجها جيف لوتن بتنظيم هذا الحدث بهدف نشر الوعي تجاه أهمية الزراعة الأًصيلة في منطقة الشرق الأوسط. عندما اتصلت معها كانت ناديا في طريق العودة بعد أن قامت مع زوجها بتدريس دورة تصميم الزراعة الأًصيلة في اليمن، حيث كانت هناك مفاوضات للتعاون بين معهد أبحاث الزراعة الأصيلة ومعهد دار المصطفى للشيخ حبيب عمر من أجل إقامة مزرعة نموذجية صغيرة على مساحة 1 هكتار لتكون مدرسة للزراعة الأصيلة ومزرعة أخرى على مساحة 16 هكتار لتكون كلية للزراعة الأًصيلة

تقول ناديا: إنه مشروع رائع بالنسبة لنا وقد يكون له تأثير على العالم الإسلامي. إلى جانب هذا نحن نعمل على ترجمة أفكار الزراعة الأصيلة ليس فقط إلى العربية ولكن أيضاً ربطها مع تعاليم القرآن والسنة. بالنسبة لناديا فإن الدين لعب دوراً كبيراً في توجهها نحو الزراعة الأًصيلة وهي تؤكد أن جميع المسلمين يؤمنون بقيم الزراعة الأًصيلة وهذا ما يؤكده بعض كبار مشايخ المسلمين.

 

إلى جانب ذلك فقد قامت ناديا بتأسيس مشروع الزراعة الأًصيلة في وادي الأردن والذي أكمل في 2011. يقع هذا المشروع في بيئة صحراوية قاسية لذا فإنه مثال حي على إمكانية تطبيق مبادئ الزراعة الأًصيلة حتى في أصعب البيئات. “كان هدفنا الدائم هو إنشاء مواقع نموذجية ومراكز تدريب للسكان المحليين. هذا هو مشروع العمر بالنسبة لي: إنشاء هذا المركز حتى يتعلم الناس كيف يعيشوا بسلام مع البيئة ومع بعضهم البعض”. 

ناديا متفائلة بالمستقبل وتقول إنها شهدت تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة وأن الكثير من الناس، من السكان المحليين وحتى من عائلات ملكية، بدأوا ينظرون إلى الزراعة الأصيلة بجدية. في الواقع تؤكد ناديا أن الزراعة الأصيلة تقدم الأجوبة للعديد من القضايا الملحة في الشرق الأوسط مثل الغذاء والماء والتنمية المستدامة وأنها تنسجم بشكل كامل مع الثقافة السائدة. وعندما سألتها عن السبب الذي يمنع انتشار الزراعة الأًصيلة في المنطقة أجابت بأنه محدودية التمويل، وأضافت “هذا يعني أن علينا العمل ضمن حدود ما لدينا وأن نظهر للناس ما الذي نستطيع عمله بهذا التمويل الضئيل، وهذا أمر جيد، لكن من ناحية أخرى نحن نحاول دائماً أن نقوم بالمزيد وأن نساعد عدداً أكبر من الناس”.

حقوق الصور لـ كريغ ماكنتوش

أجرى المقابلة: أروى أبو روى، صحفية مستقلة