اليمن: على خارطة الزراعة الأصيلة

في كانون الثاني 2012 قام جيف وناديا لوتن بتقديم أول دورة تصميم كاملة للزراعة الأصيلة permaculture design certificate course في اليمن. هذه الدورة كشفت عن الإمكانيات الهائلة لتعليم وتطبيق الزراعة الأصيلة في هذا البلد الرائع.

منظر جوي لمنطقة تريم-حضرموت

تم تنظيم هذه الدورة من قبل دار المصطفى للدراسات الإسلامية في تريم ، حضرموت، وبلغ عدد المشاركين فيها 30 طالباً منهم 5 موفدين من الحكومة اليمنية. تعتبر دار المصطفى للدراسات الإسلامية أحد المراكز العريقة في العالم الإسلامي والتي تقدم العلوم الإسلامية للطلاب من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يجعل من إقامة هذه الدورة حدثاً استثنائياً لا يمكن اختصار أهميته ضمن مقال متواضع كهذا، خاصة عندما نتذكر أن خمس سكان العالم تقريباً يدينون بالإسلام حسب بعض الإحصائيات.

قاعة الدراسة كانت مزينة بالأضواء واللافتات ومزودة بكامرتين فيديو مع مصورين محترفين ومعدات للترجمة الفورية إلى جانب جهاز العرض ولوح التدريس. قدمت الدورة باللغة الإنكليزية مع ترجمة فورية للعربية باعتبار أن جميع الطلاب كانوا من العرب، كما تم بثها عن طريق الراديو لتصل إلى أكبر قدر من المستمعين، ومن المقرر أن يتم إعداد التسجيلات المرئية لبثها عبر قناة الدار.

أحد الطلاب

بالنسبة لي شخصياً كانت هذه تجربة فريدة سعدت بالمشاركة فيها مع زوجتي، كما أنها أول تجربة عملية لي كمتدرب في الزراعة الأصيلة permaculture aid worker . كان من المثير بالنسبة لي أن أرى أنه حتى في مثل هذه البيئة التقليدية والمحافظة فإن المتدربين كانوا يبدون الحماس لتعلم طرق جديدة في العمل. كنت أرى الوجوه المسنة للخبراء الزراعيين وهم يهزون رؤوسهم بالموافقة على ما تم تقديمه أثناء الدورة. وكما في أي دورة تصميم للزراعة الأصيلة فقد تناولت الدورة المشاكل التي تسببها الزراعة الصناعية، الأمر الذي حاز على موافقة الخبراء والمزارعين على حد سواء بعد أن شهدوا بأنفسهم تراجع خصوبة التربة وإنتاجية الأرض في مناطقهم، وقد أثار إعجابي الانفتاح الذي أبداه الجميع للحلول التي تطرحها الزراعة الأصيلة.

يبدو أن منطقة حضرموت في اليمن، والتي تمتاز بالعمارة الطبيعية العريقة تعود إلى تراثها العريق الحافل بالممارسات المستدامة بعد أن ضلت عنه لفترة من الزمن، لذلك فإنها الآن تستعيد الحماس لتطبيق ما تم تعليمه في هذه الدورة. بقي أن أذكر أن هناك 25 اسماً على قائمة الانتظار للمشاركة في الدورة القادمة.

أترككم مع سحر هذا المكان الخلاب:

الكتابة وحقوق الصور:  سامويل بونيلو – النص الأصلي هنا

ترجمة ناديا عطار -بتصرف

أيضاً إليكم هذا التسجيل لناديا لوتن حول هذه الدورة