كيف تكتب بيرماكلتشر بالعربية؟

تواجهنا صعوبة كبيرة في ترجمة كلمة بيرماكلتشر إلى العربية، فهذه الكلمة صاغها العالمان بيل موليسون وديفيد هولمغرين في السبعينات لتعني حرفياً “الزراعة الدائمة”  وهي عنوان لأسلوب أخلاقي في تصميم الأنظمة الزراعية والبشرية بحيث تكون مستدامة بيئياً ومكتفية ذاتياً وذلك عن طريق محاكاة الأنظمة الطبيعية، ثم توسع المفهوم ليشمل معظم نواحي الحياة البشرية وليس فقط الزراعة، مثل طرق البناء، إدارة المياه، تنظيم الأراضي، وحتى بناء المجتمعات المستدامة كما هو الحال في القرى البيئية التي تقام غالباً على أسس التصميم البيئي (البيرماكلتشر)، ومن هنا فقد أصبح الاسم يعني أيضاً أي الثقافة المستدامة، وكلمة الثقافة هنا تأتي بمعنى نمط التفكير والحياة وأسلوب العيش

ونحن من خلال جهودنا لنقل المصادر والمعلومات الخاصة بهذا العلم الهام إلى اللغة العربية لتكون مصدر إلهام وبوابة جديدة للأجيال العربية نحو مستقبل مشرق، فإن أول عقبة تصادفنا هي صياغة كلمة او تعبير باللغة العربية يعبر قدر الإمكان عن هذا الدمج بين الزراعة والثقافة والاستدامة بصورة يألفها القارئ العربي ويستطيع استيعابها

إننا ندرك أن ترجمة المصطلحات ليست مسألة لغة فحسب، بل هي مسألة ثقافة. فالمصطلح يتطور ضمن الثقافة التي نشأ من خلالها، مثل نبتة تنمو في بيئتها وتتكاثر، لذلك فإن نقله إلى ثقافة آخرى أشبه بنقل هذه النبتة إلى بيئة جديدة حيث يكون عليها أن تتكيف مع خواص البيئة الجديدة وتنمو من جديد إن أمكنها ذلك.

البيرماكلتشر، بذرة وضعها شخصان في أستراليا فكبرت ونمت وتكاثرت وغزت العالم كله، وها نحن بجهود متواضعة نحاول إدخالها إلى عالمنا العربي على أمل أن تساهم في إعادة شيء من الخضرة إلى أرضه المنهكة..

لكن كيف سنقدم هذه الزائرة، وبأي اسم ندعوها؟

إليكم ما فكرنا فيه

بيرماكلتشر: أن يترك الاسم كما هو بالانجليزية باعتباره أقرب إلى “علامة مسجلة” وليشير حصراً إلى العلم الذي وضع أسسه بيل موليسون

التصميم البيئي: باعتبار أن البيرماكلتشر في جوهرها هي علم التصميم، أما كلمة البيئة فهي تعبير آخذ في الانتشار في عالمنا العربي وهو أقرب مرادف ممكن لمفهوم ثقافة الاستدامة عندما يكون المقصود بالثقافة هو أسلوب التفكير والعيش

الزراعة البيئية المستدامة: هنا نركز على الزراعة باعتبارها الموضوع الأساسي للبيرماكلتشر، ونجمع معها كلمة البيئة حسب المعنى السابق، ونضيف فكرة الاستدامة للتأكيد على أنها غاية أساسية

فكروا معنا وأغنونا بآرائكم ومقترحاتكم