تحويل حوض السباحة لتربية ونمو الأسماك

JANUARY 19, 2016 BY THE PERMACULTURE RESEARCH INSTITUTE & FILED UNDER GENERAL, AQUACULTURE, NATURAL SWIMMING, HOW TO

     تربية الأحياء المائية أصبحت وسيلة شائعة ومتزايدة من وسائل الزراعة المعمرة, ربما لأنه بإمكانك البدء بحوض السباحة الموجود في فناء بيتك الخلفي. في حين أن إنشاء الفرد وحده لنظام بيئي قد يبدو مهمة شاقة بالنسبة للكثيرين ، إلا أن أحد الجوانب الجذابة لتربية الأحياء المائية تكمن في ان الطبيعة وحدها يمكنها القيام بمعظم الأعمال.

بالنسبة للزوجين ليز وأنيتا مولدر كانت الخطوة الأولى لزراعة مائة سمكة في حديقتهم الخلفية هي إيقاف ضخ الكلور في حوض السباحة الخاص بهم. بينما بدأ الجيران بنظرات الشك, قام الزوجان بتشجيع بنمو الطحالب, والترحيب بظهور بعض يرقات البعوض, وحتى أنهم قاموا باستخدام حوض السباحة الخاص بالأطفال لزراعة الكستناء المائية.

لعبت البكتيريا والكائنات الأخرى التي بدأت بالنمو في الحوض دوراً هاماً في إعادة تدوير نظام تربية الأحياء المائية. إن تقديم مصدر غذاء للبكتيريا غير حاسم في إنشاء هيكل مستقر لنظام تربية الحياء المائية. هناك وسائل مختلفة ومتعددة لهذه الدورة والتي تشمل استخدام الأسماك الميتة,  والكائنات المغذية, وسماد اليوريا, وحتى البول كمصدر للأمونيا. لم يأخذ الزوجان الوسيلة التي تنطوي على استخدام البول, ولكن بدلاً من ذلك قاموا باستخدام سمك المحيط الهادئ ذو العيون الزرقاء لنظامهم.

كما استخدم الزوجان قدرة الترشيح للنباتات المائية مثل البردي والقلقاس وقزحية مستنقع لوزيانا, قاموا بإنشائهم في ثلاثة أحواض مليئة بالحصى. وكما قدمت النباتات المياه النظيفة للأسماك, فإن الأسماك بدورها قامت أيضاً بتزويدهم بالمغذيات. المياه المفلترة يعاد تدويرها من خلال قنوات أسرة الزراعة واعادتها لحوض السباحة وذلك بمساعدة مضخة بركة بقدرة 60 وات, والتي تقلل من تكاليف واستهلاك الكهرباء والماء, وتعمل أيضاً على تزويد الزوجان فوائد اقتصادية إضافية.

بعد خمسة أشهر فقط من تحويل حوض السباحة، كانت جثم الفضة التي قرر الزوجان إنمائها قادرة تماماً على إطعام أنفسها، والعيش مع الحشرات, وبراعم النباتات, والطحالب. منذ أن أعرب ليز عن رغبته في “الوصول إلى النقطة التي تصبح فيها ذاتية التغذية والتنظيف” لم يقم أبداً بإطعام الأسماك بنفسه. وفي السماح للجثم بالازدهار والنمو على ما تقدمه الطبيعة. تنتج بركة أسماك ليز وأنيتا ذات ال 5500 لتر ما يقارب 30 إلى 50 كيلو غرام من الأسماك كل عام. ليز يعتقد أيضاً أن الأسماك تنمو وتزداد بسرعة أكبر من الأسماك التي تتغذى على كريات السمك التجارية. لكنها ليست مجرد أسماك تستفيد من مصادر الطعام الطبيعية. من المرجح أن يتم انتقال دهون الأوميجا 3 للناس الذين يتناولون السمك, كما أن بعض الطحالب تحتوي على تركيز عالي من الأحماض الدهنية.

كان ظهور الضفادع هو المفاجأة الكبرى لنظام تربية الأحياء المائية لهذان الزوجان, كما أنهم كانوا متحمسين جداً لوجود الضفادع ( أنواع لم تكن موجودة هنا من قبل). وهذا قد أدى إلى زيادة التنوع البيولوجي في إشارة أخرى إلى نجاح هذا النظام البيئي.

 Geoff Lawton جيف لوتن في زيارة لنظام تربية الأحياء المائية

إن نظم تربية الأحياء المائية مثل التي قام بها الزوجان لا تعود بالفائدة على الأسماك فقط بل على النباتات والناس أيضاً, فضلاً على البيئة ككل. إن مزارع النباتات والأسماك التجارية غالباً ما تكون غير مستدامة ومن الممكن أن تولد التلوث على شكل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأغذية الزائدة, والتي لا تلعب أي منها دوراً في تربية الأحياء المائية. إن الأسماك المنزلية والتي تتغذى بشكل طبيعي على العوالق الحيوانية والطحالب بدلاُ من الكريات الصناعية التي تكون في حالة المزارع التجارية, والتي تكون فيها الأسماك أكثر عرضة للطفيليات في كثير من الأحيان. توجد العديد من المزارع تقام على المحيطات المفتوحة والتي تؤدي بها القمامة إلى وجود الطحالب ومناطق سامة ميتة.

إن نظم تربية الأحياء المائية التي تشبه ما قام به ليز وأنيتا مثل الزراعة المائية أدت إلى إلغاء ما يسمى بإعادة تدوير المغذيات التي يواجهها المزارعين في الأنظمة المستدامة الأخرى. إن نمو الأسماك والنباتات محلياً يضمن لأصحاب المزارع السيطرة والإشراف على جميع العمليات الزراعية, وإنتاج الأسماك الصحية بطريقة مستدامة. وبين المزايا المالية لتوفير الطاقة و الفوائد البيئية للزراعة المستدامة, فإنه لا شك بأن تربية الأحياء المائية تحتل مكانة بارزة في عالم التنمية المستدامة الحديثة.