بيل موليسون، مستكشف الزمن

 

BY & FILED UNDER WHY PERMACULTURE?

  لا نستطيع أن نصف هنا كل الطرق العديدة التي اتبعها بيل وأثرت على العالم، أو القبعات المختلفة التي كان يرتديها خلال مغامراته الغنية والشيقة ولكن لإغلاق عام 2016، كان هناك شيء نود تسليط الضوء عليه وهو مستكشف الزمن.

bill_mollison-01

ما هو زمن الاكتشاف؟ ، إنه وبطرق عدة  ما كرس بيل حياته من أجل أن يصبح حقيقة.

عندما نقوم بالتصميم فنحن دائماً نبني لمواجهة الفيضانات والحرائق والجفاف في المستقبل، وزرع شجرة تقدر ببضعة بوصات من شأنها أن تكون عمالقة الغابات في المستقبل، وتعطينا ظلالها في المستقبل. السكان في المستقبل سيحتاجون إلى التربة ، وموارد الغابات، والمأوى، والأمن، لذا يحتاج الشخص منا غلى المضي قدماً واكتشاف القرن القادم، لا أن يعيش أحلام اليقظة. إننا مستكشفوا هذا الزمن.

بيل موليسون

هذه الأسطر القليلة لا يمكنها التقاط مجمل حياة رجل مثل بيل موليسون، لكنهم ربما تعطينا لمحة عن مكنون هذا الشخص، وما الأشياء التي يؤمن بها، وكيف اختار أن يعيش حياته. في هذا الموضوع، يصف لنا بيل واحدة من أولويات الزراعة المعمرة – وهي الحركة التي ساعد بيل في العثور عليها.

الزراعة المعمرة مكونة من كلمتين “الزراعة” و “المعمرة”. المعمرة هنا لا تشير إلى شيء ثابت أو كتلة واحدة، وإنما شيء يمكن أن يتطور وينمو ويتكيف مع التغيرات في البيئة على الاستمرار في الحفاظ على الطبيعة، وهي ليست مضاد زائلة، لكنها مضاد كلمة التخلص من الأشياء، حيث الزراعة الصناعية وأساليب الحياة تحدد الموارد التي تستطيع تحريكها والتخلص من نضوب الأرض، إن تصميم المعمرة يبدو كمحاكاة للعمليات الدورية، وتجديد الطبيعة. إنها تمضي قدماً لخدمة بعض الأغراض الجديدة وتقديم الأفضل.

bill_lisa_mollison_02

بيل وليزا موليسون في منطقة البحر الميت، الأردن

طوال حياته المهنية والأكاديمية، كان بيل يسعى دائما عن فرص لتحويل الأخذ إلى العطاء. هذه الفلسفة كانت دائماً في طليعة أفعاله، وعندما شارك في مساعدة المجتمعات الأصلية جمع الأموال للتعليم من خلال بيع جلود الولب.

لم تكن حياة بيل بالمرتبة – هو نفسه يوافق على ذلك، حيث أنه قال ذات مرة لجلين مولكاستر، وهو كاتب في جريدة العصر أنه ينبغي أن تكون هناك جوائز للمدن غير المرتبة. ليس ما يقصده بيل المدن المكدسة بالنفايات والقمامة، وإنما يقصد الجد والمشاركة في الحياة وتحمل مسؤوليتها الحياة، بدلاً من إحالة هذه الأدوار والمسؤوليات لشركات مجهولة الهوية. إن واجهة مرتبة تخفي السموم، واستنفاد الكوكب أقبح بكثير من حديقة غير مرتبة مليئة بالبقوليات – وذلك هو رأي بيل.

إن الزراعة المعمرة بالنسبة لبيل أكثر من مجرد “التجمع المفيد للنباتات والحيوانات فيما يتعلق بالمستوطنات البشرية.” إنما هي أيضاً تعبيراً عن رغبته في تحسين العالم مع الإجراءات الإيجابية، بدلا من المعارضة. تجاربه كعالم في CSIRO ومصلحة مصايد الأسماك في تسمانيا عزز قناعته بأنه لولا طريقتنا الحالية لكانت الحياة لا يمكن تحملها، “لقتلنا نحن والعالم من حولنا”، وفي البداية، لقد اختار موليسون الاحتجاج كوسيلة لمكافحة هذه الممارسات.

لكن تلك الاحتجاجات لم تؤدي إلى النجاح في تغيير النظم الصناعية والسياسية، ولا في تلبية حاجته إلى الشعور بأن مساهماته كانت ذات مغزى. بعد ذلك بعامين، بدأت مبادئ المعمرة في الظهور في ذهنه. وكان هدفه هو عدم معارضة أي شيء مرة أخرى وإضاعة الوقت. كان يريد فقد تحقيق أي شيء إيجابي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسمح لنا جميعا في البقاء على قيد الحياة دون انهيار جملة من النظم البيولوجية “.

لقد كانت حياته غنية ومتنوعة التجارب في الزراعة المعمرة  . في عام 1959، كان يتطلع إلى مزيد من الحياة الوفيرة في الغابات المطيرة في تسمانيا، “فقد كان الترابط بي هذا النظام البيئي مصدر إلهام له” لقد زرعت البذور إذن هل يمكن أن تبدو النظم الإيكولوجية معقدة، وفيرة، وتحقق الاكتفاء الذاتي للبشر والبيئة؟

لقد خصص بيل قدراً كبيراً من حياته للتأكد من أن الإجابة على ذلك السؤال هي “نعم”. إن كتاباته عن الزراعة المعمرة، تشمل كتاب الزراعة المعمرة الجزء الأول والجزء الثاني، ودليل المصمم للزراعة المعمرة ، ومقدمة الزراعة المعمرة، لقد علمت تلك الكتب جيلاً كاملاً ولازالت. الجيل الذي هو الآن يقوم بتدريس أبنائه طريقة الإنسان في الحياة ليس من الضروري أن يكون مجرد علاقة أخذ وعطاء مع البيئة، ولكن الذين يعيشون في وئام معها. هناك الآن العديد من المنظمات المتخصصة في تعليم الزراعة المعمرة التي بدأ بيل في صياغتها منذ أكثر من نصف قرن. تقوم المعاهد المتخصصة في الزراعة المعمرة في جميع أنحاء العالم بتعليم مئات الآلاف من الناس الطرق الجديدة في العيش في بيئة وفيرة ومستدامة.

bill-mollison-03

على اليسار ليزا موليسون، بيل موليسون (يتطلع إلى البرتقال) وجيف لوتن وليندسي سميث مايور

لقد كان بيل سخياً في علمه، وبالفعل مع نفسه. عندما سئل عما اذا كان يريد تسجيل براءة اختراع لوسيلة ما طورها عن البستنة في السويد، وقال بيل “أوه، هذا مثير للسخرية. “إن أي عملية تفكير أخرى كانت غريبة على ما يقوم به بيل ويقدمه. حيث يقول بيل أن على الجميع أن يفعلوا شيئاً لمساعدة أنفسهم والآخرين”، تماما كما كل عنصر في تصميم المعمرة يعطي بقدر ما يأخذ.

عاش بيل حياته كمغامر، ومسافر، وصياد، وعالم، ومحاضر، ومزارع، وأكثر من ذلك بكثير. لم يتخذ الطريقة التقليدية كمسار لحياته. في مقابلة له عام 2001 مع سكوت فالون في بذور التغيير، يقول بيل: “رأيت أن الطبيعة لا يوجد لها نظام واحد. أبدا حيث لا يمكن زراعة أشجار الصنوبر فقط أو زراعة أي شيء فقط، حقا. “بيل ليس بالرجل الذي لديه فكرة واحدة وطريقة واحدة فقط للمعيشة. إنه يحب الأخطاء ويرى فيها فرص التعلم، واعتبر أن الوعي الذاتي والوعي لكل ما يدور في محيطنا يمكن أن يساعدنا يقول “انظروا، أنا أريد أن أصل إلى هدفي، ولكن هذه الطريقة ليست هي المطلوبة سأحاول طريقة أخرى “.

بيل موليسون لم يقم بمجرد وصف المثل العليا فقط، وإنما العيس بتلك المثل، وفي كثير من الحالات قام بتجسيد تلك المثل. لقد قام بمحاولة الكثير من الطرق والأساليب، وبذلك، وفر لنا كل وسيلة للحفاظ على أنفسنا والأرض. ووصف المعمرة كنظام للتصميم الذي يشتمل على “كل شيء تمتلكه ويلبي أغراض متعددة، وكان في المكان المناسب لتنفيذ مهمته.” الحمد لله، ولكل واحد منا، كان بيل موليسون في المكان المناسب لتنفيذ وظيفته.

ولكن علينا أن نتذكر أيضا الرجل الذي يفهم الكثير عن تعقيدات الطبيعة ودوراتها، الرجل الذي كان دائما يبني لمواجهة الفيضانات والحرائق والجفاف في المستقبل، وزرع شجرة تصل إلى بضعة بوصات لكي تكون عملاقة الغابات في المستقبل، وترمي بظلالها وثمارها في المستقبل “هكذا نودع عام 2016 من دونه، إنه لم يتركنا حقا.

لقد كرس نفسه للمستقبل الذي لم يراه ولن يعيشه، ولكن ذلك لم يكن قلقه، فقد كان كل حرصه هو مساعدتنا ومساعدة أطفالنا، وأطفال أطفالنا للوصول إلى هناك. لماذا؟ لأن هذه هو وظيفة مستكشف الزمن، حيث كان بيل موليسون.

الشكر جزيل الشكر لك موليسون لكل ما قدمته لنا، ظلال المستقبل التي ألقيتها علينا.