تغير المناخ العالمي وعلاقته بمنظمات التربة

 BY  & FILED UNDER GENERAL

  عندما يفكر الناس في عواقب الاحتباس العالمي، فإن معظمهم يفكرون بذوبان الجليد وموت الدببة القطبية الحبيب. ونحن نعلم أنه نظرا لأن أرضنا تتعرض لتغير المناخ، فإن هذا يؤثر سلبا على التوازن الإيكولوجي بطرق معقدة. في دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا في بيركلي للمرة الأولى ربطت تغير المناخ بسقوط الأنواع الميكروبية التي تعتبر ضرورية للنظم الإيكولوجية. وقد حددت الدراسات السابقة استخدام المواد الكيميائية على أنها ضارة لكائنات التربة والحشرات والطيور، ولكن لم يتم تحديد تغير المناخ على أنه تهديد لهذه الأنواع

وتشير الدراسة إلى أن “النماذج تتنبأ بأن ما يصل إلى 30٪ من الديدان الطفيلية مهددة بالانقراض، مدفوعة بمجموعة من الضغوط المباشرة وغير المباشرة”. مع هذا، فإن الأنواع التي تتكيف مع تغير المناخ ستسمح لهم “بغزو واستبدال “الكائنات الحية المحلية مما سيؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها، ولكنها على الأرجح عواقب سلبية.

الدكتور كولين كارلسون هو المؤلف الرئيسي للدراسة ويقدر أننا سوف نرى معدل الانقراض ضخماً داخل مجموعات كائنات التربة مع مرور الوقت وبسبب تغير المناخ الذي لا يزال مستمراً. ويشير على تأثير ذلك على فقدان العوائل والآثار المترتبة على محاولة التعايش. والنتيجة النهائية لهذا يمكن أن تكون ضارة للأنواع البشرية، مما يتطلب تربة حية للعيش.

ويوضح كارلسون أن تأثير تغير المناخ على الكائنات الحية في التربة قد مر دون أن يلاحظه أحد لفترات طويلة لأن أبحاثنا تركز على تأثير التغيير على الحيوانات مثل الفقاريات. فمعظم الناس يرون الكائنات الميكروبية كآفات، وليس كجزءا حاسما من النظام الإيكولوجي. منذ تحديث الزراعة، شهدنا التربة كوسيلة لزرع النباتات، كما يقول جيني هوبكنز، مؤلف كتاب “هل يمكن أن تعود التربة الأمريكية إلى الحياة”. التربة هي في الواقع كائن حي عظيمئ يعيش بالكاد على قيد الحياة بسبب الإضافات البشرية مثل الأسمدة وغيرها من منتجات النمو الكيميائي.

يرفض د. ديفيد مونتجومري، الجيولوجي، فكرة أن الطفيليات والكائنات الحية في التربة هي ببساطة آفات من خلال ذكر أنها في الواقع حيوية للحياة على الأرض. الحياة الميكروبية هي “مغذيات غنية جدا بالنيتروجين وغنية بالفسفور وغنية بالمغذيات الدقيقة التي تحتاجها جميع أشكال الحياة”. نقلا عن “بازار بيولوجي”، إذا لم يكن للأرض حياة ميكروبية غنية داخل أراضيها، فهي ليست تربة على الإطلاق، بل عبارة عن اوساخ ميتة.

وقد زادت الأراضي الزراعية من اعتمادها على استخدام المواد الكيميائية للمساعدة في تنامي النباتات مما أدى إلى استنزاف قوة التربة لمحاربة تغير المناخ. وانخفضت المواد العضوية داخل الأراضي الزراعية، وفقدت قدرتها على الاحتفاظ بالماء بشكل صحيح، وبالتالي عقد المواد الغذائية اللازمة للحفاظ على الطفيليات على قيد الحياة.

قد لا تبدو صحة التربة مناسبة، ولكنها تؤثر على صحة المحاصيل وصحة المزارع وصحة النظام الإيكولوجي وجودة طعامنا. ولذلك فإن مرونة حياتنا الميكروبية للتربة أمر بالغ الأهمية ليس فقط للمزارع أو المنتج؛ ولكن أيضا لمستهلك الغذاء. وقد يساعد خفض استخدام مبيدات الآفات والمنتجات الكيميائية على المحاصيل على حماية الأرض من المستقبل الحتمي لتغير المناخ والانقراض الجماعي.

“Study Shows Climate Change Threatens Soil Organisms.” beyondpesticides.org

ترجمة: هادية محيسن