أهمية المراعي وكيفية الاستفادة مما تجلبه الحيوانات إلى المزرعة

OCTOBER 30, 2017 BY TOBIAS ROBERTS & FILED UNDER ANIMALS, LIVESTOCK, WORKING ANIMALS

  في الوقت الذي تعتبر فيه وجودة الحظائر مهماً جداً في أي مزرعة، فإن الحرص على تواجد الحيوانات في المراعي هو دائما الخيار الأفضل. وعادة ما تكون تربية الحيوانات في المراعي أكثر أماناً من الناحية الصحية، إذ أن المنتجات الحيوانية واللحوم التي تنتجها الحيوانات التي تتربى في المراعي تحتوي على المزيد والكثير من العناصر الغذائية الطبيعية.

من وجهة نظر إنسانية وأخلاقية، فإن الحيوانات التي يسمح لها بالعيش خارج الحظائر لغالبية حياتهم هي أكثر سعادة بكثير ويعيش حياة أكثر صحة. فبدلا من أن تكون مقيدة في حظائر صغيرة، تترك في المراعي ليسمح لها بالتجول خارجاً والحصول على العلف الطبيعي الخاص من أجل الطعام وخلق دفاعاتهم الطبيعية بدلا من حقن هذه الأعلاف بالكامل بالمضادات الحيوية والأدوية الأخرى.

ومن الناحية العملية، يسمح لنا التصميم الجيد للمراعي بالاستفادة من الاتجاهات الفطرية التي يتعين على الحيوانات أن ترعى بها، أو العلف، أو الصفر، أو جذر الأرض التي تحتها. وبطبيعة الحال، فإن روث الحيوانات ينتشر على المناظر الطبيعية هو أيضا مصدر هام من العناصر المغذية للأرض نفسها، وإعادة دمج الخصوبة للأرض مع تحسين نوعية التربة بشكل عام في عملية طبيعية.

ومما يؤسف له أن الرعي الجائر للأرض كان السبب الرئيسي لكثير من تدهور الأراضي على مر السنين. ويرجع ذلك في الغالب إلى إبقاء الحيوانات أكثر من اللازم على رقعة صغيرة من الأرض وأيضا بسبب عدم وجود صيانة ملائمة لأراضي المراعي. تدوير حيوانات المزرعة من خلال نظام مصمم بعناية للمرعى والتي تعتبر واحدة من أفضل الاستراتيجيات للحفاظ على المراعي بشكل مستدام في حين تقدم أيضا للحيوانات الخاصة بك بعضاً من أفضل أراضي الرعي المتاحة.

يتم تسييج مرعى الأعشاب ببساطة كجزء من أرض المراعي الخاصة بك. ولإقامة دوران ناجح للرعي، من الأفضل عادة أن تبدأ بالماشية على قطعة أرض واحدة. ولما كانت الماشية تفضل الأجزاء الأعلى والخضرة من العشب، فإنها ستترك أجزاء العشب الأقرب إلى الجذور، عندما تأكل الماشية كل من الأعشاب الخضراء، يمكنك نقلها لمرعى أعشاب أخر في حين بإمكانك جلب الدجاج والخراف إلى المرعى الذي تتركه الأبقار. إن الخراف تفضل الأجزاء من الأعشاب الأقرب إلى الجذور وإذا أصبح العشب أقصر سوف يجعل هذا سهلاً على الدجاج للعلف والبذور.

بعد انتقال الأغنام والدجاج من مرعى الأعشاب هذا، فإنه من الجيد تركه لعدة أيام أو أسابيع حتى يتعافى إلى حالته الأولية بعدها يمكنك نقل الأبقار مرة أخرى. كمية وحجم المرعى الخاصة بك سوف تعتمد على حجم المراعي العامة الخاصة بك، وكم عدد الحيوانات لديك وما هي أنواع الحيوانات التي تختار لرعيها. هذا النظام التناوبي لحيوانات المراعي يسمح بالتجديد الطبيعي للمجالات مع تجنب التآكل وغيرها من العواقب البيئية السلبية التي تأتي من الحيوانات نتيجة الرعي المفرط على قطعة واحدة من الأرض. ومع مرور الوقت، ستصبح المراعي أكثر مرونة وحيوية بسبب أنماط الرعي الطبيعية للحيوانات.

السياج الإلكتروني

إذا كنت لا تريد أن تنفق الكثير من المال في إقامة سياج دائم لنظام المراعي المتناوب، فإن السياج الإلكتروني هو خيار رائع. وهو عبارة عن حبل متنقل أو شبكة بلاستيكية مع بعض الأسلاك المعدنية الصغيرة التي تعمل في جميع أنحاء الشبكة. ويمكن بسهولة أن تكون مشحونة من خلال شاحن الطاقة الشمسية الصغيرة وهي وسيلة فعالة للغاية لنقل الحيوانات الصغيرة في جميع أنحاء الأرض الخاصة بك وأيضا حمايتهم من الحيوانات المفترسة.

الصدمة الكهربائية قوية بما فيه الكفاية لردع حتى الحيوانات الأكثر عنادا (الماعز) من محاولة التجوال مجانا وهي ليست قوية بما فيه الكفاية لتسبب أي ضرر جسيم. بل هي أيضا وسيلة جيدة لتعليم الثعالب والحيوانات الأخرى ترك الدجاج والابتعاد عنه.

واحدة من الطرق الرائعة لاستخدام السياج الإلكتروني هو السور حول سلسلة من أسرة الحديقة التي تم حصادها بالفعل. ترك الدجاج ينبش على أسرة حديقة يعتبر بالفعل وسيلة فعالة للتخلص من المنتجات الزائدة والنفايات النباتية. يقوم الدجاج أيضا بخدش الأسرة الخاصة بك وتسميدها وتركها على استعداد لزرع المحاصيل المقبلة. ويمكن استخدام نفس التقنية في “المحصول التحتي” محاصيل الغطاء. إذا، على سبيل المثال، كنت قد زرعت محصول غطاء من البرسيم أو الحنطة السوداء على قطعة من الأرض التي تحتاج إلى التغذية الزائدة والدجاج والأغنام أو غيرها من الحيوانات الصغيرة قفص في السياج الالكتروني يمكن وضع العلف على تلك القطعة من الأرض، القص الفعال تحت غطاء الخاص بك المحاصيل وإعداد الأرض للمحصول المقبل.

سيلفوباستور

في حين أن الكثير من الناس يعتقدون أن الحراجة وتربية الحيوانات لا تتماشيان معا، سيلفوباستور هي تقنية الزراعة الحراجية التي تجمع بين الماشية والغابات. وقد نشأت الأبقار في نظام السافانا الإيكولوجي الذي غالبا ما ينقط بكميات كبيرة من الأشجار والغابات الصغيرة. توفر الأشجار للأغنام أو غيرها من الماشية حماية من الرياح والشمس، وعناصر أخرى.

إن زراعة الأشجار سريعة النمو مثل الألدر أو الجراد الأسود أو غيرها في جميع أنحاء المراعي هي وسيلة للحصول على إنتاج مزدوج من قطعة أرض واحدة. يمكنك أن تزرع الأشجار لاستخدامها في الحطب أو حتى بعض أنواع الفاكهة والجوز. إذا كنت تخطط لتربي الماعز، فسوف تحتاج إلى حماية تلك الأشجار دوماً من تلك الحيوانات.

سيلفوباستور هو تقنية هامة لأي شخص يعمل على تربية الحيوانات على المراعي. وهو يساعد على تعويض البصمة الكربونية التي تمتلكها الثروة الحيوانية على كوكب الأرض من خلال انبعاث غاز الميثان. كما يقدم لك منتج آخر من نفس قطعة الأرض في حين لا يؤثر على نوعية المراعي.

الغرض من الغنم والماعز في مزارع المايان الصغيرة

من منظور غربي، الهدف الرئيسي من تربية الحيوانات هو إنتاج اللحوم. غير أنه بالنسبة لآلاف صغار المزارعين في مرتفعات المايا في غواتيمالا، تربى الأغنام والماعز في المراعي ليس من أجل لحومها فقط، ولكن لسمادها أيضاً. شعب المايا هم الناس من الذرة وقد بنيت النظام الغذائي بأكمله حول زراعة الذرة. الذرة من المحاصيل الغذائية المغذية للغاية والتي تسحب كميات كبيرة من المواد الغذائية من الأرض. وبدون وسيلة لإعادة تلك العناصر الغذائية إلى الأرض، فإن محاصيل الذرة المتكررة ستستنزف بسرعة تربة خصوبتها الطبيعية.

وبعد ذلك، طور مزارعو المايا أسلوب تربية الماعز والأغنام للاستفادة من أراضي المراعي الجماعية الوفيرة التي يديرونها بشكل جماعي. في كل ليلة، يقوم الأطفال بتجميع القطعان ويجسدونها في أقلام مرفوعة. أرضيات هذه الأقلام التي يتم رفعها مصنوعة من ألواح الخشب الرقيقة التي يتم فصلها قليلا مما يسمح لسماد الأغنام والماعز والبول أن تمر عبر الأرض وإلى الخزان الذي بني تحت القلم.

يتم إدخال الديدان في كومة متزايدة باستمرار من مخلفات الغنم والماعز للمساعدة في تسريع التحلل وإضافة التغذية الإضافية من خلال افرازات الديدان. وبعد حصاد الذرة، ينتشر هذا العرض الوفير من الخصوبة على الأرض لتجديد الخصوبة التي أخذتها الذرة من الأرض.

ترجمة: هادية محيسن